قال سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة، في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" ان الحصار الدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي لقطر من قبل العديد من جيرانها العرب، دخل يومه الـ 18. وحتى الآن لم يتم تقديم أية شروط لرفع الحصار.
وأشار الشيخ مشعل الى تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت الثلاثاء والذي قالت فيه "كلما مر الوقت كلما أثيرت شكوك إضافية حيال الإجراءات المتخذة من قبل السعودية والامارات البحرين والدول الأخرى. وفي هذه المرحلة تركنا أمام سؤال بسيط وهو هل أن إجراءاتهم كانت بسبب مخاوفهم مما يدعون بأنه دعم قطر للإرهاب أم بسبب المشاكل القديمة العهد بين دول مجلس التعاون الخليجي نفسها؟
وقال الشيخ مشعل ان حكومة قطر اكدت منذ اليوم الأول، أن الحصار لا علاقة له بالاتهامات الموجهة ضد قطر. وان الادعاءات بأن قطر تدعم الإرهاب وبأن قطر حليف سري لإيران هي، كما تظن وزارة الخارجية الامريكية، مجرد ذريعة تخفي وراءها محاولة لانتهاك سيادة قطر ومعاقبة قطر على استقلالها.
وقال المقال ان السعودية والإمارات وصفتا حملتهما المناهضة لقطر بأنها محاولة لإجبار قطر على التخلي عن "دعمها للإرهابيين"، على الرغم من أنهم يعرفون "أننا لا نؤيد الإرهاب ولن نؤيده أبدا. وهم يعرفون أن الإرهاب يشكل تهديدا لقطر كما هو الحال بالنسبة للسعودية والإمارات وكل الدولة الأخرى".
وأضاف الشيخ مشعل في مقاله ان الكذبة الكبيرة الثانية في حملة التشويه هذه هي أن قطر حليف سري لإيران. وقال ان السعوديين والإماراتيين وكل حكومات الخليج يحافظون على علاقات دبلوماسية وتجارية مع إيران. في الواقع، أكبر شريك تجاري لإيران هو الإمارات، الدولة التي تقود حاليا الحصار ضد قطر. والأهم من ذلك، هو أن قطر تقدم دعما حيويا للمعارضة في سوريا التي تقاتل القوات الحكومية المتحالفة مع إيران.
وقال الشيخ مشعل "نعتقد ان الدول الُمحاصِرة تسعى، خلف هذه الذرائع، إلى عزل ومعاقبة قطر بسبب استقلالنا والانتقام منا بسبب دعمنا للتطلعات الحقيقية للشعوب ضد الطغاة والدكتاتوريين".
وأشار الشيخ مشعل في مقاله الى ضرورة أن يكون هناك دائما مدخل لإنهاء الخلاف، وان قطر لطالما اعتقدت بان الحوار والتفاوض والتسوية هم حلول لإنهاء العنف والصراع. وقد تبنينا هذه النظريات من خلال سياستنا الخارجية القائمة على أساس "الباب المفتوح" طوال تاريخنا.
ولفت الشيخ مشعل الى ان وفودا من السلطة الفلسطينية وحماس واسرائيل وطالبان والاخوان المسلمين وممثلين عن الحكومات الغربية كلهم جلسوا على طاولة الحوار في الدوحة للتفاوض سلميا حول القضايا الرئيسية التي تواجه الشرق الاوسط. لقد اتاحت لنا سياسة "الباب المفتوح" إمكانية التدخل بالنيابة عن حكومات، مثل الولايات المتحدة، التي تحتاج من وقت لآخر إلى الانخراط في الحوار، ولكن ليس لديها قنوات اتصال خاصة بها. لقد كانت قطر منذ فترة طويلة طاولة المفاوضات المركزية في المنطقة، ولن نعتذر لكونها كذلك.
وقال الشيخ مشعل ان الدول التي تفرض الحصار على قطر تدعي بان استعدادنا للانخراط مع هذه الجماعات يعني تأييدنا لأيديولوجياتهم وجداول أعمالهم. هذا غير صحيح. في الواقع، غالبا ما تتعارض وجهات نظرنا تماما مع المجموعات التي نستضيفها في الدوحة. لا يمكن لاحد ان يجد طاولة المفاوضات او يصل اليها، إذا كان "الباب مغلقا".
وقال الشيخ مشعل ان الدول التي تفرض الحصار على قطر تسعى بشكل واضح إلى زرع إسفين بين قطر والولايات المتحدة لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بها. ونجاحها في ذلك، قد يؤدي الى آثار سلبية عميقة على جهود مكافحة تنظيم داعش وغيرها من التهديدات في المنطقة وحول العالم. وكما أوضحت الحكومة القطرية، وأشارت تصريحات وزير الخارجية ريكس تيلرسون الأخيرة، فإن هذه الدول لن تنجح في تحويل تركيز الولايات المتحدة أو قطر عن هذه المهمة الحساسة.
وتابع الشيخ مشعل قوله انه كما أوضحت الادارة الأمريكية، فإن المسؤولين الأمريكيين يعرفون أن قطر حليف موثوق به وشريك قوي للولايات المتحدة، في كل الأوقات. وهم يعرفون أننا مشاركون نشطون في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، وأننا نعمل عن كثب مع أجهزة الأمن الأمريكية لتحديد هوية الإرهابيين المشتبه فيهم ومنع مصادر تمويل الإرهاب. كما يعترفون بالدور الهام الذي لعبته قطر في استضافة القاعدة الجوية في الوقت الذي رفضت فيه دول أخرى في الشرق الأوسط الوجود العسكري الأمريكي على أراضيها.
وختم الشيخ مشعل مقاله في صحيفة "واشنطن بوست" بالقول إن سياسات قطر عقلانية وأخلاقية وعادلة، وجهودنا الرامية إلى تعزيز الحوار ومعارضة الطغيان ستؤدي إلى مستقبل أفضل ليس لشعبنا فحسب بل أيضا للعالم. وقال "لقطر الحق في رسم مسارها الخاص دون تدخل من دول أخرى، وهذا ما يمكننا القيام به. وسيبقى باب طاولة المفاوضات مفتوحا". (أ.ش)
واشنطن تايمز: قطر تهدد الاستقرار الاقليمي
المصدر: سفارة دولة قطر-واشنطن
تناول المحامي البحريني خليفة الفاضل في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن تايمز" أزمة قطر مع السعودية ودول أخرى، مشيرا الى ان "توفير قطر لملاذ آمن للإرهابيين يستحق إدانة جيران الدوحة".
وقال الكاتب ان هذه الدول تتهم قطر برعاية الإرهاب من خلال دعم الجماعات الإرهابية الدولية الرئيسية، بما في ذلك تنظيم القاعدة وداعش والإخوان المسلمين وحماس والميليشيات الإسلامية في ليبيا والجماعات الشيعية في البحرين والعراق. وقال ان الوقائع ليست محل نزاع؛ اذ تعتبر قطر ملاذا آمنا لعدد كبير من الإرهابيين الدوليين، مثل الواعظ القطري المصري المتشدد يوسف القرضاوي، وممولي القاعدة القطريين عبد العزيز بن العطية وعبد الرحمن النعيمي، وعبد الله بن خالد آل ثاني، وزير الداخلية السابق الذي استضاف العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر خالد الشيخ محمد وغيره من الارهابيين العرب.
وقال الكاتب ان دور قطر في الربيع العربي قبل عدة سنوات هدف إلى زعزعة استقرار الحكومات السيادية في المنطقة وفي الوقت نفسه عمل على تعزيز الجماعات الإرهابية التي تهددهم. وقال قطر ليست نموذجا للديمقراطية أو الحداثة كذلك سجلها في مجال حقوق الإنسان، كما انه ليس لديها سلطة تشريعية منتخبة.
واتهم الكاتب دولة قطر بانها تمول أعداء الدولة في البحرين (الوفاق)، وفي مصر (الإخوان المسلمين)، فضلا عن عشرات الجماعات الإسلامية المتطرفة في ليبيا وسوريا. وأضاف الكاتب ان قطر تدعم حماس بشكل فاضح، مشيرا الى ان العديد من الدول الغربية صنف الحركة بانها عدو للسلام الدولي في المنطقة.
وقال الكاتب إن مساعدة الجماعات الإرهابية مثل حالة الإخوان المسلمين وحماس على الوصول الى السلطة في منطقة هشة مسألة مختلفة وخطيرة. وأضاف ان الآلاف لقوا مصرعهم في المنطقة بسبب صعود الاسلام السياسي المتعصب فيما فرّ عشرات الآلاف من اللاجئين الى أوروبا.
ولفت الكاتب الى التشريعات الدولية التي اعتمدت بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، مشيرا الى القرار 1373 الصادر عن الأمم المتحدة، والذي أكد على ضرورة أن تتخلى جميع الدول عن تمويل الأعمال الإرهابية، وألا تسمح بالملاذات الآمنة للجماعات الإرهابية وأن تمنعها من استخدام أراضيها كمنصة لإيذاء الأبرياء.
وقال الكاتب انه "يجب محاسبة قطر بسبب انتهاكها لمقررات هذا القرار"، مشيرا الى ان لمجلس الأمن الحق في أن يفرض عقوبات على قطر لأنها تشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين.
وقال انه إذا لم يتخذ المجتمع الدولي تحت رعاية الأمم المتحدة إجراءات ضد قطر، فإن الدوحة ستظل تشكل تهديدا للأمن الدولي، وستصبح في نهاية المطاف أحدث عضو في محور الشر. وشدد على ضرورة ان تواصل الولايات المتحدة دعم العقوبات الدبلوماسية وغيرها من العقوبات ضد قطر. كما ينبغي لها أن تشجع الأمم المتحدة على بذل الجهود لإعادة قطر الى "مجموعة الدول".